محـور المـقا و مـة بين خيار الـحـرب الشامـلـة أوالـهدنـة الطويـلـة
مما لا شك فيه أننا نلمس تصاعد حدة الاشتباك، بين محور المقاومة والعدو الصهيوني، والذي بالرغم من اتساع رقعته وحدّته إلا أنه يبقى ضمن القواعد الغير متفق عليها والمعمول تحت سقفها.
أما الثابت حتى اللحظة، أنه لا أحد يريد حرباً كبرى ولا توسع للبقع الجغرافية للنزوح، سواءً في شمال فلسطين أم في جنوب لبنان، والإكتفاء بحدود النزوح الذي حصل على جانبي الحدود اللبنانية – الفلسطينية المحتلة مع إضافة الجولان المحتل يوم أمس.
حتى رئيس حكومة العدو والذي له مصلحة بإطالة أمد المعركة لأسباب نفنّدُها لاحقاً، لا مصلحة له بحرب كبرى مع لبنان نتيجة الوضع الداخلي في الكيان وعجز حكومته عن تلبية حاجات المستوطنين الذين سينزحون الى الوسط، إضافة الى عدم ضمان الأمان المطلوب والاستقرار الاقتصادي والأهم عجزه عن تحقيق نصر واضح على المقاومة في لبنان نظرا لجهوزيتها وما تملكه من إمكانيات وخيارات للمناورة والعمل، وحيث يعي جيداً أن وضعية المقاومة في لبنان تختلف عن وضعية المقاومة في غزة كلياً.
أما محور المقاومة فكان ولا زال أمام خياران.
الاول، هدنة بضوابطها وشروطها وتكون هدنة طويلة ومجدية وتشمل غزة بالدرجة الأولى،وهي ليست دليل ضعف وانما تكون دليل حكمة ودليل قراءة صحيحة لتحين الفرص إذ أنه لكل ظرف وزمن خياراته (مثال صلح الامام الحسن ع).
أما الخيار الثاني فهو الحرب الشاملة والمفتوحة بكل ما للكلمة من معنى، مهما كانت أثمانها والتي فيها ما فيها من التضحيات وبذل الغالي والرخيص ولا بد أن تنتهي بالنصر باذن الله (مثال ثورة الامام الحسين ع ).
أما وأنه نظرا للظروف وللوضع القائم، ومع الأخذ بعين الاعتبار متى وكيف بدأت المعركة وأسباب وطريقة اتساع قواعد الاشتباك، فإن المحور جنح بشكل أو بآخر الى الخيار الأول وبحكمة ودراسة، وخير دليل تأكيد عدة مسؤولين في الجمهورية الإسلامية في إيران وأيضا سماحة الأمين العام لحزب الله، بعدم السعي الى فتح حرب شاملة ومفتوحة والتأكيد على قواعد الاشتباك (إذا بتوسعوا منوسع) وكذلك تصريحات فصائل المقاومة الفلسطينية وأيضا المقاومة العراقية والحوثيين.
أما المشكلة التي تواجه الجميع، والعدو قبل المحور، فهي انهم يريدون انهاء الوضع القائم ولكن كيف السبيل وكيفية الاخراج لتكون الصورة في فن التفاوض رابح-رابح، علما أن الجهة الوحيدة التي لم تتنازل ولم تتراجع عن اي مطلب هي المقاومة في لبنان، والتي حافظت على كامل مطالبها وشروطها ومعادلاتها، والمعلق حتى اللحظة من كل ما سبق او ما ألزمت به نفسها، هو الرد على استهداف الضاحية واغتيال فؤاد المقاومة، وهذا الرد الذي تربطه قيادة المقاومة بالميدان وما يتعلق به من تحديد الفرصة والهدف المناسب بما يضمن أن تبقى قواعد الاشتباك قائمة دون الوصول الى الحرب الشاملة والمفتوحة.
يمكننا القول اننا في مرحلة عض الاصابع، والخاسر الأكبر فيها هو العدو الصهيوني الذي خسر يد وأكثر من إصبع في اليد الأخرى، للأسباب المعروفة والواضحة، ومع عدم نكراننا بأن فصائل المقاومة في غزة قد نالها ايضا عدة خسائر على المستوى الاستراتيجي بعكس قراءتها المسبقة لنتائج ما بعد طوفان الأقصى، والتي استفادة وتستفيد من جبهة الاسناد في لبنان بشكل اساسي لتشكيل عامل ضغط كبير في المفاوضات مع العدو، وما رواية "مجدل شمس" إلا واحد من الأفلام الإسرائيلية للضغط على المقاومة في لبنان في حينها والسعي لإحراجها بهدف إخراجها من المعركة القائمة لتضعيف جبهة المقاومة الفلسطينية في غزة.
أما على مستوى المحور ككل فبالإجمال، وحتى اللحظة، فقد سجل المحور نقاط مهمة وتراكمية في معركته مع العدو ولكن يمكن القول أنه زمن الهدنة ويبقى السؤال، من يضمن عدم تدحرج الأمور وخروجها عن السيطرة ؟؟
رئيس مـجمـوعـة الـبـازوريـة الإعـلامـيـة، الاستاذ الجامعي مـهـدي قـرعـونـي
76 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع