تتبنى بعض القوى السياسية اللبنانية الطرح الأميركي -الفرنسي، وتعتمد على رواية الأميركيين بأن حزب الله فقد 70% من قواته. وتتوقع أن يمهد هذا الطريق لمرشحيهم الذين سيعلنون عنهم.
إقدام "إسرائيل" على اغتيال القيادات العسكرية والسياسية لحزب الله انطلق كخطوة لتفكيك الحزب ونزع سلاحه، ومحاولة لتغيير المعادلة اللبنانية الداخلية والإقليمية، وهو ما أشار إليه نتنياهو، لناحية إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط. كان الرد الإيراني واضحاً عبر التصعيد لاستعادة الردع والتوازن، واعتبار ضرب حزب الله بحدّ ذاته إضعافاً لها يؤثر بشكل كبير على القضية الفلسطينية ومحاولة إنهائها، وعلى حركة حماس وكل المقاومة الفلسطينية من غزة إلى القدس، تمهيداً لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط برعاية أميركية.
لا يبدو أن "إسرائيل" بوارد وقف العدوان أو عقد أي اتفاق، خصوصاً أن نتنياهو واليمين الصهيوني يعدّان وقف إطلاق النار هزيمة، ولا يبدو أن هناك أي محاولة لإنهاء العدوان على غزة أو إيقاف الحرب على حزب الله، فالمشروع الأميركي أصبح أوضح بعد بدء العدوان على لبنان، فالغاية هي خلق واقع جديد بالقوة الإسرائيلية، إذ تراجعت الإدارة الأميركية عن مقترح وقف إطلاق النار، وهي تدعم "إسرائيل" بشكل كامل، وتسعى أيضاً إلى تحقيق انقلاب سياسي، أي إخراج حزب الله من المعادلة وملء المقعد الرئاسي الشاغر منذ عام 2022.
يحلم الأميركيون بإعادة تأسيس لبنان على قاعدة جيش قادر على السيطرة على الداخل، ولكنه لا يعادي "إسرائيل"، رئيس ملتزم بتعليمات محور واشنطن - الرياض، مع رئيس وزراء متوافق معه، ورئيس برلمان لا يقوم بالاعتراض. وهي خطة لإعادة تصميم النظام الطائفي بأسماء جديدة، معادلة تعزل حزب الله وبيئته. وتعود هذه الخطة إلى آموس هوكستين، ومنسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك، وهما اللذان لهما تأثير في هذا التغيير الذي يقوم على اعتبار أن حزب الله يفقد بسرعة كل أوراقه، ولن يتمكّن بعد الآن من فرض شروطه.
ترى الولايات المتحدة الفرصة سانحة لانتخاب رئيس جديد ليس حليفاً لحزب الله. وهم يريدون إسناد الأدوار الرئيسية إلى الجيش اللبناني، وكان رئيس الوزراء نجيب ميقاتي قد التقى مديري فريق العمل الأميركي من أجل لبنان ومعهد كارنيغي ومعهد الشرق الأوسط الذين ناقشوا معه الخطط الأميركية، أي الانتخابات الرئاسية وإعادة ضبط حزب الله وتصميم الدور الشيعي. اعتبر ميقاتي أن لبنان في حالة حرب، وأنه لا بد من انتخاب رئيس للجمهورية لا يقف إلى جانب فريق ضد آخر وأنه، رغم كل ما حدث، لا يمكن تجاوز حزب الله.
لا يمكن للمحور الذي تقوده الولايات المتحدة وفرنسا وإنكلترا والسعودية فرض رئيس، وهم لا يطرحون تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 فحسب، بل أيضاً القرار رقم 1559، أي انسحاب الحزب إلى شمال الليطاني وتسليم سلاحه. جميع القرارات مصممة لحماية "إسرائيل".
40 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع