كتب مساء أمس ابن بلدة البازورية الكاتب والباحث في السياسيات الدولية الدكتور طارق عبود في صفحته على الفايسبوك:
بناءً على استفسار العديد من الأصدقاء والصديقات عن احتمالات الحرب بين المقاومة و"إسرائيل" أحببتُ أن أنشر خاتمة مقالتي التي تنشر غدًا، علّنا نضيءُ بشكل موضوعي على المستجدات الطارئة، ولا نترك مجالًا للمهوّلين، ولا لغربان السياسة والتحليل التأثير في معنويات أهلنا..
اعتقادي الشخصي أنّ هذه الجولة من المعارك بين الحروب ستسفر عن النتائج الآتية:
أولًا: تثبيت المقاومة قواعد جديدة للعبة، وكسر القاعدة التي أراد نتنياهو إرساءها،وتحويل التهديد إلى فرصة، عبر منحها مما حصل ليلة الأحد في الضاحية، مشروعية إسقاط أي طائرة مسيّرة فوق الأراضي اللبنانية.
ثانيًا: إتاحة الفرصة للمقاومة أيضًا في استخدام بعض ما تمتلكه من طائرات مسيّرة للتحليق فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة، حتى لو استطاع العدو إسقاط بعضها أو اسقاطها كلّها، ما سيفسح المجال للمقاومة أيضًا في إسقاط أي طائرة مسيرة تخرق المجال الجوي اللبناني.
ثالثًا: من الواضح أن ليس هناك من مصلحة لنتنياهو في فتح حرب جديدة مفتوحة مع المقاومة في لبنان، وهو على أبواب انتخابات مصيرية، ستحدّد مستقبله السياسي والشخصي، وأنّ خسارته ستفتح له أبواب السجن في قضايا الرشاوى والفساد المتهم فيها..
رابعًا: من الطبيعي أيضًا أن ليس للمقاومة مصلحة في حرب واسعة مع العدو في هذا التوقيت، وهذا ما أكّد عليه السيد نصرالله في خطابه، أنّ الموضوع سيقتصر على الطائرات المسيّرة، إضافة الى الرد الموضعي على استشهاد مقاتلَيْن من الحزب في سوريا في غارة جوية على دمشق.. لكنّ ذلك لن يمنع المقاومة من الرد القاسي على أي تجاوز إسرائيلي.
خامسًا: ليس من مصلحة الولايات المتحدة الأميركية في اندلاع أي حرب بين لبنان و"إسرائيل" ستمتد إلى الإقليم، وتطال القواعد الأميركية ومصالحها في المنطقة، وتخفَف الحصار المفروض على إيران، عبر كسر جليد الستاتيكو القائم منذ أيار الماضي، وهو بطبيعة الحال ليس في مصلحة الإيرانيين، لأنهم أكثر المتضررين منه، إن لم نقل الوحيدين، وهذا ما عبّر عنه وزير الخارجية مايك بومبيو في اتصاله برئيس الحكومة سعد الحريري. داعيًا إلى عدم التصعيد..
سادسًا: ليس من مصلحة الروس، ومن خلال تواجدهم المحدث في المنطقة، وبعثرة إنجازاتهم على الأرض السورية، وما حققوه من نجاحات، ومن إرساء قواعد جديدة، ومن حضور سياسي وعسكري فيها قد تطيحه الحرب الكبرى. وليس من مصلحة الصينيين ولا الأوروبيين كذلك اشتعال منطقة الشرق الأوسط من خلال حرب واسعة ، ولما تنتهِ الحرب في سوريا بعد، وتحمّل ارتفاع جنوني لأسعار النفط، إضافة إلى تدفق الملايين من المهاجرين عبر البحر المتوسط وتركيا الى القارة العجوز.
لذا، فإنّ هذه الجولة ستسفر عن خسارات بالجملة للإسرائيلي الذي ورّط نفسه فيها بسبب سوء تقدير، أو غرور أو استعلاء..
ولن تؤدي بطبيعة الحال إلى حرب شاملة ليست من مصلحة أحد..
244 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع