كتبت صحيفة "الأخبار " تقول : يوم أول من أمس، قال رياض سلامة إن كل كلام عن أزمة دولار في السوق ‏مضخّم، وإن الدولار متوافر، والمشكلة بين التجار والصرافين، ولا شأن ‏لمصرف لبنان بالمشكلة بين التجار والصرافين، ولا حاجة إلى إجراءات ‏استثنائية. يوم أمس، تراجع معترفاً بوجود أزمة، وبأنه سيتدخّل يوم الثلاثاء ‏المقبل. لماذا بدّل رأيه بهذه السرعة؟

تراجع أمس حاكم مصرف لبنان عن كل ما كان يكرره سابقاً عن عدم وجود أزمة دولار في السوق، ليعلن ‏تدخل مصرف لبنان بدءاً من الثلاثاء المقبل، في أول اعتراف منه بوجود الأزمة‎.

فما الذي تغيّر؟‎
الإجابة عن السؤال السابق ووفقا لصحيفة الأخبار ،موجودة في محاضر اللقاءات التي عقدها مساعد وزير الخزانة الأميركي مارشال بيلنغسلي، ‏الذي استغرب أول من أمس، في عدد من الاجتماعات التي التقى فيها مسؤولين لبنانيين، شحّ الدولارات في السوق ‏اللبنانية. وفيما قال له الرئيس نبيه بري إن سبب الأزمة هو العقوبات الأميركية وخوف المودعين من تدهور الأوضاع ‏في البلاد نتيجة للإجراءات الأميركية، فضلاً عن خشية المغتربين من تحويل أموال إلى لبنان للسبب عينه، ردّ ‏بيلنغسلي بأن الأمر من مسؤولية مصرف لبنان والمصارف المحلية. وبالفعل، أجرى بيلنغسلي سلسلة اتصالات مع ‏سلامة وعدد من المصارف، وقال لهم إن عليهم "إيجاد علاج سريع لأزمة السيولة، ولا يمكن تحميلنا المسؤولية‎".‎

كذلك طلبت السفارة الأميركية، كما بيلنغسلي، القيام بحملة إعلامية، هدفها القول إن أزمة الدولارات في السوق اللبنانية ‏سببها تهريب العملة الأميركية إلى سوريا من لبنان، إضافة إلى التحويلات الشرعية التي يقوم بها عمال ونازحون ‏سوريون إلى داخل بلادهم، بعد تحويل دخلهم من الليرة اللبنانية إلى الدولار، وبأسعار مرتفعة. وعلمت "الأخبار" أن ‏الأميركيين يدقّقون في إمكان وجود مصارف تشتري دولارات من مصرف لبنان لتبيعها في السوق السوداء. ويضع ‏الأميركيون ذلك في إطار التثبت من إمكان استخدام ذلك لنقل دولارات إلى سوريا‎.

وبناءً على الاتصالات الأميركية، أجرى حاكم مصرف لبنان سلسلة مشاورات مع مسؤولين في السلطة التنفيذية وفي ‏القطاع المصرفي، قبل أن يعلن ليلاً نيته إصدار تعميم لـ"تنظيم تمويل الاستيراد بالدولار‎".‎
 
 
 
 
 
Pin It

42 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

عدد الزيارات
488589