الأهداف الإسرائيلية للحرب ومن ورائها الأميركية تكاد تكون هي نفسُها في حرب تموز 2006 والحرب على لينان اليوم، تكرارٌ لإسطوانة ممجوجة مُفادها القضاء على حزب الله وتشكيل شرق أوسط جديد.
ما بين الأمس القريب أيّ الحرب الإسرائيلية على لبنان في العام 2006 وبين اليوم 2024 هناك الكثير ليُقال على صعيد التفاصيل، لا الخطوط العريضة.
فالأهداف الإسرائيلية للحرب ومن ورائها الأميركية تكاد تكون هي نفسُها، تكرارٌ لإسطوانة ممجوجة مُفادها القضاء على حزب الله وتشكيل شرق أوسط جديد، وما تغيّر لم يكن سوى طريقة إدارة الحرب من الناحية التكنولوجية والعسكرية.
مما لا شكّ فيه أن "إسرائيل" تمكّنت في الأيام الأولى من العدوان الموسّع من إيلام لبنان؛ تفجير البايجر ومن ثم أجهزة اللاسلكي وأخيراً وليس آخراً، استهداف مجموعة من القادة الميدانيين في المقاومة الإسلامية، وصولاً إلى الغارة التي أدّت إلى استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. ولكن يبدو حتى الساعة بأن هذه كانت كلّ الأوراق التي امتلكتها "إسرائيل"، وقد وضعتها على الطاولة دفعة واحدة خلال أيام معدودات، وفي اعتقادها أن من شأن هذه الضربات الموجعة أن تنهي الحرب قبل أن تبدأ.
ولأنّ للميدان الكلمة الفصل، فقد عادت "إسرائيل" إلى خططها المعهودة عبر تنفيذ "عقيدة الضاحية"، والإمعان في التدمير أكان الجنوب أم البقاع أم الضاحية الجنوبية لبيروت. ولكن – كما نعلم جميعاً ـــــ إنّ الانتصار في الحرب لا يمكن أن يتحقّق بالقوة الجوية التدميرية فقط، فكانت وما زالت الأرض هي الحكم.
تقول الصحيفة العبرية يديعوت أحرونوت إنه "وبعد شهر من المواجهة البرية، لم تنجح خمس فرق عسكرية إسرائيلية مع لواء احتياط في التقدّم والتمركز في جنوب لبنان". وتضيف "نحن نتحدّث عن أكثر من 50 ألف جندي، أي ثلاثة أضعاف عدد الجنود الذين شاركوا في حرب تموز.
وعلى الرغم من القوة النارية التي تمتلكها قوات الاحتلال، إلا أنها فشلت في احتلال ولو قرية واحدة في جنوب لبنان". وعزت الفشل إلى فعّالية التكتيكات الميدانية الذكية التي اعتمدها حزب الله.
ما قالته الصحيفة العبرية كان مختصراً للواقع الميداني بلسان الاحتلال. ولكن ماذا عن الداخل اللبناني وكيفية تعامل "إسرائيل" معه؟
- في حين شرعت "إسرائيل" في الساعات الأولى من حرب 2006 في تدمير البنى التحتية للدولة عبر استهداف المطار والمرافق العامة والجسور، ذهبت في حربها اليوم إلى التركيز على البيئة الحاضنة للمقاومة، مع إبقاء التهديد حاضراً للبيئات الأخرى، في إشارة واضحة خبيثة بأن الحرب مع فئة من اللبنانيين لا مع الجميع، وفي ذلك محاولة لزرع بذور فتنةٍ أشدّ خطورة من الحرب نفسها.
- في حرب تموز 2006، عمدت "إسرائيل" في اليوم السادس تقريباً إلى استهداف الجيش اللبناني ومعسكراته، والغرض من ذلك كان تدمير "المؤسسة العسكرية الوطنية" التي أعاد دمجها وتوحيدها الرئيس المقاوم إميل لحود ضمن معادلة النصر "شعب جيش ومقاومة".
أما اليوم وبعد أن أنهكت الأزمات الاقتصادية الجيش اللبناني وبعد أن أصبح رهينة فتات مساعدات الولايات المتحدة، فمن الواضح أن القرار الإسرائيلي (ومن خلفه الأميركي) رسى على تحييده. وربما من هنا نفهم تكتيك إعادة التموضع في الساعات الأولى من العدوان الإسرائيلي الموسّع على لبنان.
أما من نال شرف الشهادة من هذه المؤسسة التي نحترم ونجلّ، فكان للمفارقة الرائد محمد فرحات الذي منع "جيش الاحتلال" من تثبيت شريط شائك عند الخط الأزرق مقابل بلدة عيتا الشعب العام الفائت (تجدر الاشارة الى أن الرائد فرحات من بلدة دير قانون النهر الجنوبية، وهو مسلم الدين، شيعي المذهب، وقد شُيّع في كنيسة مار مارون في بلدة رشعين-زغرتا الشمالية، وربما في هذا المشهد تكثيف لحالة الإجماع اللبناني والفشل الإسرائيلي في محاولات تفكيكه).
- في العام 2006، سارع معظم اللبنانيين إلى احتضان النازحين، وعلى رأسهم التيار الوطني الحرّ بقيادة الرئيس العماد ميشال عون. وهو ما عدّه حزب الله "ديناً في رقبته حتى يوم القيامة".
واليوم يعود مشهد الاحتضان ومعظم مناصري التيار ليسوا ببعيدين عنه، وإن كان من عزّز مسألة الاحتضان الواضح هذه المرة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وبيئته الدرزية، إضافة الى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
وما يبدو مختلفاً في الـ2024 بأن البيئة السنية أيضاً كانت ممن استقبلت النازحين، فأصل الصراع فلسطين ونقطة البداية كانت "عملية طوفان الأقصى". مع الإشارة الى جاهزية الأحزاب العلمانية وعلى رأسها الحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الشيوعي لاستقبال النازحين دوماً، فالاحتضان هو جزء من العمل المقاوم بوجه العدو الإسرائيلي، ولا منّة في ذلك.
- على صعيد الساحة السياسية الداخلية، لم تكن المقاومة الإسلامية وسلاحها محلّ إجماع لا في العام 2006 ولا في 2024. وكما قال سيد شهداء الأمة الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله في العام 2009 إن الإجماع على المقاومة هو شرط كمال لا شرط وجود.
ومع ذلك فإن الوضع اليوم يبدو أفضل حالاً بكثير، فالأصوات المناوئة للمقاومة تكاد تخلو من الأقطاب والاستقطاب، باستثناء رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ونغمته بضرورة تطبيق القرار الدولي 1559 أي تسليم سلاح المقاومة؛ ولقاء معراب بمن حضر كان خير دليل على ذلك.
في المحصّلة، يمكن القول بأن ثمة حملاً سياسياً يقع على عاتق رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جانب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ومن خلفهما النائب السابق وليد جنبلاط، ولا سيما في ظل الفراغ الرئاسي الذي تعيشه البلاد.
- اقتصرت الحرب النفسية في حرب تموز 2006 على الإعلام المناوئ أكان محلياً أو غربياً، إلا أنه خلال هذا العدوان هي الأقسى والأخطر مع حضور مواقع التواصل الاجتماعي والحسابات المشبوهة وسرعة انتقال الأخبار قبل التثبّت من حقيقتها وصدقيّتها. وهذا التحدّي لا يمكن اجتيازه من دون المراهنة على التشبّث بالحس الوطني والإدارك لخطورة المرحلة وما يحضّر للمنطقة.
في كتاب "المقاومة اللبنانية تقرع أبواب التاريخ" يُدرج الكاتب الأردني ناهض حتر تحت عنوان "الدرس اللبناني"، عدداً من المحدّدات لاتخاذ أيّ موقف، من أي طرف كان خلال الأزمات؛ وتحديداً في الحرب مع الاحتلال الإسرائيلي، ومنها:
أولاً: ضرورة تلافي التسرّع في اتخاذ المواقف وإصدار التصريحات.
ثانياً: التوقّف عن الإيمان بأن الولايات المتحدة قوة إلهية لا تقهر، وعدم الركون إلى المعلومات والتحليلات الأميركية، ولكن أيضاً مع عدم إهمالها تماماً بالطبع.
ثالثاً: الإصغاء إلى الرأي الآخر، وأخذ التحليلات المضادة في الاعتبار كعنصر من عناصر اتخاذ القرار.
رابعاً: تلافي الاصطفاف في جبهات مغلقة؛ الأمر الذي يعني طبعاً الانفتاح على قاعدة ثوابت المقاومة.
ونحن نورد هذه البنود، لأنها ويا للغرابة لا تزال صالحة ليومنا هذا رغم مرور 18 عاماً على حرب تموز.
فهل نتعلّم ونتعظ وننجو ببلدنا الحبيب لبنان!...
يختار الناخبون الأميركيون، اليوم الثلاثاء، رئيسهم السابع والأربعين بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، في انتخابات تشهد منافسة محمومة، في ظل تعادل شبه تام بين المرشحين في الولايات الحاسمة للفوز.
يختار الناخبون الأميركيون، اليوم الثلاثاء، رئيسهم السابع والأربعين بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، في نهاية حملة زخرت بالأحداث والتوتر.
وتفتح مراكز الاقتراع الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي على ساحل الولايات المتحدة الشرقي (11:00 صباحا ت غ)، حيث سيصوّت ملايين الأشخاص لتضاف أصواتهم إلى أكثر من 80 مليون بطاقة اقتراع تم الإدلاء بها في الاقتراع المبكر أو عبر بالبريد.
وبدأت عمليات الاقتراع في قرية "ديكسفيل نوتش" الصغيرة في غابات ولاية "نيوهامبشر" عند حدود الولايات المتحدة الشمالية مع كندا عند منتصف ليل الثلاثاء على جري العادة منذ العام 1960، ما يجعلها تحمل لقب "الأولى في الأمة - First in the Nation".
واستغرقت عمليات التصويت دقائق معدودة فقط، وكذلك فرز الأصوات وإعلان النتائج، مع 3 أصوات للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس و3 أخرى لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب.
وتسمح القوانين الانتخابية في هذه الولاية الصغيرة الواقعة في شمال شرق البلاد للبلديات التي يقل عدد سكانها عن مئة نسمة بفتح مراكز الاقتراع اعتباراً من منتصف الليل، وإغلاقها عندما يدلي جميع المسجلين على اللوائح، بأصواتهم.
وبالإضافة إلى الرئيس، سيختار الناخبون نائب الرئيس وأعضاء من الكونغرس الأميركي، بما في ذلك مجلس النواب وأجزاء من مجلس الشيوخ.
وتستمر العملية الانتخابية في المناطق الغربية مثل ألاسكا وهاواي حتى وقت متأخر، بسبب فروق التوقيت.
وفي جميع أنحاء البلاد، ستغلق صناديق الاقتراع الأولى في الساعة الـ18:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (23:00 بتوقيت غرينتش) مساء الثلاثاء، وستغلق آخر مراكز الاقتراع في الساعة الـ01:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (06:00 بتوقيت غرينتش) في وقت مبكر من يوم الأربعاء، فيما يبدأ فرز الأصوات فوراً بعد إغلاق المراكز، ليعلن عن النتائج الأولية بعدها بفترة قصيرة.
ومن الصعب معرفة ما إذا كان صدور النتيجة سيستغرق ساعات أو أياماً لتحديد هوية الفائز بين هاريس البالغة 60 عاماً، وترامب البالغ 78 عاماً، المختلفين تماماً إن على صعيد الشخصية أو الرؤية السياسية.
لكن حملة هاريس، توقّعت الاثنين، أن تستغرق النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية أياماً لتظهر، محذرةً من محاولات نشر الفوضى أو التشكيك في نزاهة الانتخابات.
وقالت المرشّحة الديمقراطية ليل الاثنين - الثلاثاء في مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا قبل ساعات قليلة من فتح مراكز الاقتراع، إنّ "هذه قد تكون واحدة من أكثر الانتخابات تقارباً في النتائج في التاريخ، فكلّ صوت مهمّ".
بدوره، تعهّد ترامب من ولاية ميشيغن المتأرجحة بـ"قيادة الولايات المتحدة والعالم" نحو "قمم مجد جديدة"، حد قوله.
ومهما تكن هوية الفائز، ستكون النتيجة غير مسبوقة، فإمّا أن ينتخب الأميركيون للمرة الأولى امرأة إلى البيت الأبيض، أو مرشحاً شعبوياً مداناً في قضايا جنائية، ومستهدفاً بملاحقات قضائية عديدة أدخلت ولايته الأولى بين العامين 2017 و2021 البلاد والعالم في سلسلة متواصلة من التقلبات والهزات.
وتظهر آخر استطلاعات الرأي تعادلاً شبه تام بين المرشحين في الولايات الحاسمة التي ستمنح المرشحة الديمقراطية أو المرشح الجمهوري في هذا الاقتراع غير المباشر، عدداً كافياً من الناخبين الكبار لتحقيق عتبة 270 ناخباً كبيراً من أصل 538 الضرورية للفوز.
وتقيم هاريس المولودة لأب جامايكي وأم هندية، أمسيتها الانتخابية في جامعة هاورد في واشنطن المخصصة للطلاب ذوي البشرة السمراء عموماً، والتي تلقت دروسها العليا فيها.
1- جورجيا: ستغلق مراكز الاقتراع في "ولاية الخوخ" الساعة الـ19:00 بتوقيت الساحل الشرقي (00:00 بتوقيت غرينتش)، حيث سيتم احتساب بطاقات التصويت المبكر والبريد أولاً، قبل فرز الأصوات التي تم الإدلاء بها شخصياً.
2- كارولاينا الشمالية: ستغلق مراكز الاقتراع بعد 30 دقيقة من جورجيا. ومن المتوقع الإعلان عن نتائج كارولاينا الشمالية قبل نهاية الليلة، لكن قد تظهر بعض الصعوبات في المناطق التي تعرضت لإعصار في أيلول/سبتمبر الماضي.
3- بنسلفانيا: ينتهي التصويت عند الساعة الـ20:00 بتوقيت الساحل الشرقي (01:00 بتوقيت غرينتش)، وتعدّ هذه الولاية هي الجوهرة الرئيسية للولايات المتأرجحة في هذه الدورة الانتخابية. مثل ولاية ويسكونسن، لا تسمح بنسلفانيا ببدء العد حتى صباح يوم الانتخابات، ممّا يؤدي إلى توقّع تأخير في النتائج.
4- ميشيغن: ينتهي التصويت عند الساعة الـ21:00 بتوقيت الساحل الشرقي (02:00 بتوقيت غرينتش). تسمح ميشيغن للمسؤولين ببدء فرز الأصوات قبل أسبوع من يوم الانتخابات، ولكن لا يسمح لهم بالكشف عن النتائج حتى تغلق مراكز الاقتراع.
5- ويسكونسن: من المتوقّع أن تظهر النتائج قريباً بعد إغلاق مراكز الاقتراع في الساعة الـ21:00 بتوقيت الساحل الشرقي للمقاطعات الصغيرة. ومع ذلك، غالباً ما يستغرق الأمر وقتاً أطول لتجميع الأصوات في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية. ويعتقد الخبراء أنّ الولاية قد لا تعلن النتائج حتى الأربعاء على الأقل.
6- أريزونا: قد تظهر النتائج الأولية في وقت مبكر يصل إلى الساعة الـ22:00 بتوقيت الساحل الشرقي (03:00 بتوقيت غرينتش)، لكنها لن تعطي صورة كاملة. وتقول أكبر مقاطعة في الولاية إنّه لا ينبغي توقّع النتائج قبل صباح الأربعاء. بالإضافة إلى ذلك، قد تستغرق بطاقات الاقتراع البريدية التي تمّ تسليمها يوم الانتخابات ما يصل إلى 13 يوماً للفرز.
7- نيفادا: قد يستغرق فرز الأصوات هنا أياماً، لأنّ الولاية تسمح بقبول بطاقات الاقتراع البريدية طالما تم إرسالها يوم الانتخابات ووصولها في موعد أقصاه 9 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.
وبذلك، تختتم حملة الانتخابات التي شهدت تقلبات وتطورات مفاجئة، وفي طليعتها تعرّض ترامب لمحاولتي اغتيال، وانسحاب الرئيس الديمقراطي جو بايدن من السباق بشكل مباغت لتحلّ مكانه كامالا هاريس.
لكن لا يقتصر الترقّب على الانتخابات نفسها، بل تطرح تساؤلات قلقة كذلك حول ما سيأتي بعدها، إذ باشر ترامب منذ الآن التشكيك في نزاهة الاقتراع.
وقد انخرط المعسكران من الآن في عشرات الشكاوى القضائية فيما يخشى أميركي من كل ثلاثة اندلاع أعمال عنف وشغب بعد الاقتراع.
وقد أُحيطت بعض مراكز الاقتراع بإجراءات أمنية مكثفة مع مراقبة بمسيّرات وقنّاصة على الأسطح.
وتابع موظفون معنيون بالانتخابات تدريبات شملت خصوصاً كيفية التحصن في قاعة أو استخدام عبوات مكافحة الحريق لصد مهاجمين محتملين.
وعمدت 3 ولايات على الأقل، هي واشنطن ونيفادا وأوريغن، إلى تعبئة احتياطي الحرس الوطني كإجراء احترازي. وفي جورجيا، وضعت أزرار إنذار في متناول موظفي الانتخابات لتنبيه السلطات في حال الخطر.
وفي العاصمة الفدرالية واشنطن، نصبت حواجز حديدية في محيط البيت الأبيض ومبنى "الكابيتول" ومواقع حساسة أخرى. ووضع عدد كبير جداً من المتاجر في وسط المدينة ألواحاً خشبية لحماية الواجهات.
فمشاهد وصور السادس من كانون الثاني/يناير 2021 لا تزال راسخة في الأذهان، عندما هاجم مناصرون لترامب مقر "الكونغرس" الأميركي لمنع المصادقة على النتائج.
وزير الثقافة اللبناني يؤكد أن ما على المراقب إلا أن يتابع الميدان ليكتشف كيف أن الاحتلال يقف عاجزاً أمام القرى الحدودية، فالحرب على لبنان لم تعد في مصلحة من شنّها، ويشدد على أن "سماحة السيّد" يُلهِم الذين يضغطون على الزناد والأقلام أيضاً".
باستثناء همجية الاحتلال في ارتكاب المجازر وتدمير البشر والحجر، وإيهام الرأي العام بتحقيق إنجازات، بحيث ينجلي للقاصي والداني الدعم الأميركي اللامتناهي له، بات هذا المحتل يدرك، وفق إعلامه: أنه لن يحصد من العدوان البريّ سوى أذيال الخيبة.
ورقة التوغّل في قرى وبلدات الجنوب الهامة تُسحب رويداً رويداً من يده بفعل التصدّي البطولي لرجال المقاومة، بحيث يعمل الاحتلال على المراوغة، كما يشرح لـ الميادين نت وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية محمد وسام المرتضى، القريب من مطبخ القرار اللبناني للتفاوض مع المبعوث الأميركي.
يكشف المرتضى لـ الميادين نت أننا "بتنا متمرّسين في مقاربة موضوع المفاوضات الذي يتلخّص بالغوص في تفاصيل التسوية فوق الطاولة وفي استمرار العدوان بقرار تحت الطاولة وهو ما يُطلق عليه مفاوضات تحت النار".
وإذ يشدد "أن لا إيجابيات سوى بالتصاريح والهدف منها الإيحاء بأن العدو قبلَ بهذا البند أو ذاك حتى إذا ما رفض لبنان الإذعان إلى بنود تمسّ بسيادته قيل إن الرفض أتى من لبنان فيستفحل العدوان ويتمّ تحميل المفاوض اللبناني مسؤولية استمراره"، يؤكد في الوقت نفسه أن "موقف لبنان واضح ولا يحتمل التأويل أو الاجتهاد وهو وقف إطلاق النار ومن ثم تطبيق القرار الأممي 1701 دون تعديل، فهل هناك أوضح من هذا الموقف"؟
ويخلص في هذا الملف إلى التأكيد "عاجلاً أم آجلاً سيعود الاحتلال إلى المفاوضات مكتشفاً أن "الشرق الأوسط الجديد" لن يمرّ من الجنوب والمؤشرات على ذلك كثيرة وقد بدأ يروّج بحكم عجزه عن تحقيق أهداف كبرى للعودة إلى مندرجات الـ 1701.
هو يعرف أن لا تسوية من دون تطبيقه، يكمل المرتضى، "لكنه يكابر لإنقاذ رئيس حكومته الذي سيلاقي مصيراً أسود بعد انتهاء الحرب. ستكون القوة هي الفيصل لإعادة العدو إلى الحلول الممكنة بعد أن اعتمد سياسة الحلول السّوريالية" (الخيالية).
الوزير يؤكد أن "الحرب على لبنان لم تعد في مصلحة من شنّها والقيادة العسكرية في "إسرائيل" صرّحت أكثر من مرة في الآونة الأخيرة أن " العملية البرية" استنفدت أهدافها وأنه آن أوان الانتقال إلى ما يزعم العدو أنها "مكاسب سياسية"، لكن القيادة السياسية الرعناء هناك مستمرة في اعتماد حرب التدمير والتهجير كتعويض عن خسارتها حرب المواجهة مع المقاومة".
وهذا ما يفسّر مقولة أن "إيلام العدو يتطلب الصبر والصمود" (التي أشار اليها الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في إطلالته الأخيرة)، أي أنهما، وفق المرتضى"الركنان الضروريان للفوز في معركة الاستنزاف. الصّبر لسماع صوت وجع العدو والصمود لِتيئيسه من تحقيق انتصار في الميدان وبعدها تأتي مرحلة التنازلات المؤلمة للعدو".
وفي مطلق الأحوال، تبقى دعوة الوزير القاضي قائمة، "فما على المراقب إلا أن يتابع الميدان ليكتشف كيف أن العدو يقف عاجزاً أمام القرى الحدودية التي ما أن اجتاز خَراجها من الجانب الفلسطيني المحتل حتى وقف عاجزاً عن دخولها بالرغم من المقدّرات الضخمة التي سخّرها من أجل ذلك، وما البطولات الأسطورية في بلدة الخيام (وغيرها) سوى إحدى المؤشرات التي يمكن الاستناد عليها لتوقّع الوضع المأزوم للعدو في جنوب لبنان".
وبثقة المسؤول المطلع على ما يجري على أرض الواقع ، يطمئن اللبنانيين والحلفاء إلى أن "الميدان بخير برغم جراح التدمير والتهجير والبيئة اللبنانية، أساساً نحن بيئة متضامنة راكمت على مدى عقود تراثاً وثقافةً من العيش معاً جعل عصيّاً على العدو اختراقها بالأحقاد الطائفية وبمحاولات التأليب والتحريض المذهبي".
عسكرياً، يجزم الوزير الذي يصل الليل بالنهار للمتابعة مع أولي القرار اللبنانيين أن "الجبهة تفاجئ العدو كل يوم بما لا يتوقّعه، ففي حين يعتقد أنه يتقدّم فإذا به يتقهقر وذلك على إيقاع يفاجئه، فتارة أسلحة جديدة وتارة أخرى مستوطنات جديدة تُضاف إلى تلك التي تمّ استهدافها وطوراً الكشف عن (عماد 5) وعن أسماء صواريخ بالستية جديدة وما إلى هنالك من مفاجآت".
" يبدو لي أن العدو هو الذي يعاني للتأقلُم لا العكس، وأن التدرّج والتناسب والدقة والمواكبة الحثيثة للإعلام الحربي التابع للمقاومة، كل ذلك يدل أن الجعب لم تفرغ والعديد لم يتناقص والعتاد يتجدّد بحسب المتطلبات والمستلزمات والضرورات"، يعقّب المرتضى.
وفي الذكرى الأربعين لاستشهاد "سيد شهداء الأمة"، يحاول المرتضى القاضي والإنسان قبل كل شيء الابتعاد عن عاطفة جيّاشة تعصف بمحبي السيد حسن نصر الله من المحيط إلى الخليج، وفي العالم الإسلامي وحتى أحرار وحرائر العالم.
ينبري الوزير اللبناني ليردّ على سؤال الميادين نت: "هو حاضرٌ في غيابه ولم يُنقِصْ منه احتجابُه عن الأنظار قيد أنملة من ذكراه في الوجدان. هكذا اختصرُ سماحته الذي باتَ أرزةً لبنانيةً نتّكئ عليها لِنستلهم سيادةً وكرامةً".
ويكمل، "ولأنه كذلك، سيبقى لبنان على عهد هذا الشهيد الكبير وما علينا سوى أن ننظر إلى الميدان لِنتيقّن أن سماحة السيّد يُلهِم المقاومين، لا المقاومين الذين يضغطون على الزناد فحسب بل الذين يضغطون على الأقلام أيضاً، لأن الإرثَ فكريٌ بامتياز وما دَخَلَ إلى الفكر لا يمكن لأي احتلالٍ أو عدوانٍ استهدافُه.
ويختم الحديث بوجد عن "سيد الشهداء" بقوله "حسبي أن ذكرى سماحة السيد نصر الله ستبقى ماثلةً لعقودٍ طويلة وسيتحوّل إلى رمزٍ وقدوةٍ لأنه قائدٌ بكل ما تعنيه القيادةُ وزعيمٌ بكل ما تعنيه الزعامةُ، والقدرةُ التي كانت لديه على استقطابِ أحرارِ العالم من كل الجنسيات والأديان والطوائف يجعلُني أكثرَ إيماناً من أيِّ وقتٍ مضى بأن الحريةَ لا طائفةَ لها ولا دينَ بل أنها ديانةُ المظلومين والمقهورين والمشرّدين والمضطهدين، وهم أولئك الذين عاش واستشهد من أجلهم سماحة السيد ولا شك أن استشهاده سيؤتي ثماره عاجلاً أم آجلاً".
يبقى السؤال الذي لا بدّ من طرحه على وزير الثقافة حول استهداف الاحتلال للمعالم التاريخية الأثرية فيجيب أنه "يريد تدمير تاريخ وحضارة لبنان، الذي ورد اسمه في الكتاب المقدّس أكثر من 70 مرة، لبنان التنوّع الثقافي والتآخي بين الأديان لبنان الرسالة".
ويردف ليقول "كلّ هذه القيم تشكّل نقيضاً لكيان أحادي عنصري حاقد استئثاري ظالم بوليسي. ولذلك يقول الكيان إنه في حرب وجودية. نعم وجوده على المحك لأنه مرفوض كغدّة سرطانية وهذه أزمته الحقيقية.
ومن هنا يجب أن نفهم لماذا يهدف إلى تدمير معالمنا التاريخية والأثرية من مساجد ومزارات وقلاع ومحميات وكنائس. إنه بكل بساطة لا يستطيع تحمّل فكرة أن لا تاريخ له في فلسطين، ولذلك يحاول أن يمحي تاريخها بتهويدها ويمحي تاريخ المنطقة لتصبح مثله.. ويمحي لبنان لأنه النقيض له على كل مستوى والمسقط له أخلاقياً في أعين كل حرّ في هذه الدنيا "!
بعد تنفيذها ثلاث عمليات صباح اليوم الثلاثاء.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن تنفيذ 3 عمليات جديدة ضد أهداف إسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة وجنوبها.
بعد تنفيذها ثلاث عمليات صباح اليوم الثلاثاء، أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق تنفيذ 3 عمليات جديدة ضد أهداف إسرائيلية في فلسطين المحتلة.
وأكدت المقاومة، في بيانين منفصلين، مهاجمتها هدفاً حيوياً وآخر عسكرياً في شمال فلسطين المحتلة بواسطة الطيران المسير.
وفي بيان آخر، أعلنت مهاجمتها هدفاً إسرائيلياً حيوياً في جنوب فلسطين المحتلة، وذلك بالطيران المسير.
وتوعدت بأنها ستستمر في دك معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة.
يأتي ذلك استمراراً بنهجها في مقاومة الاحتلال، ونُصرةً للشعبين الفلسطيني واللبناني، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ.
وكانت المقاومة الإسلامية في العراق قد أعلنت، اليوم الثلاثاء، مهاجمتها أهدافاً في حيفا المحتلة من بينها الميناء، وذلك في 3 عمليات منفصلة بواسطة الطيران المُسيّر، نصرةً لفلسطين ولبنان.
المقاومة الإسلامية في لبنان تواصل استهدافها تجمعات الاحتلال الإسرائيلي عند الحافة الأمامية، ومواقعه شمالي فلسطين المحتلة، دعماً لقطاع غزة وإسناداً لمقاومته، ودفاعاً عن لبنان وشعبه.
تواصل المقاومة الإسلامية في لبنان شنّ العمليات ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، ضمن معركة "أولي البأس"، مستهدفةً قواعده وجنوده عند الحدود وفي المستوطنات الشمالية.
وفي أحدث عملياتها لليوم الثلاثاء، أعلنت المقاومة الإسلامية استهداف مجاهديها، في إطار سلسلة عمليّات خيبر، وبنداء "لبيك يا نصر الله"، عند الساعة الـ7:00 صباحاً، مصنع المواد المتفجرة في الخضيرة جنوبي مدينة حيفا، بصلية من الصواريخ النوعيّة.
ثم عند الساعة الـ8:00 من صباح اليوم، استهدف المجاهدون ثكنة "معاليه غولاني" (مقر قيادة لواء حرمون 810)، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة.
وفي نفس التوقيت، استهدفت المقاومة تجمعاً لقوات "جيش" الاحتلال في موقع "الرمثا" في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بصليةٍ من الصواريخ النوعية.
وعند الساعة الـ9:00 صباحاً، استهدف مجاهدو المقاومة تجمعاً لقوات "جيش" الاحتلال في ثكنة "دوفيف" بصليةٍ صاروخية.
وكانت المقاومة الإسلامية قد استهدفت عند الساعة الـ12:05 من منتصف ليل الإثنين - الثلاثاء، تجمعاً لقوات "جيش" الاحتلال الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة مارون الراس بصليةٍ صاروخية.
وأكّدت المقاومة الإسلامية في بياناتها أنّ هذه العمليات تأتي دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعاً عن لبنان وشعبه.
وبالتوازي، أفاد مراسل الميادين في جنوب لبنان، بانطلاق صلية صاروخية في اتجاه الجليل الأعلى.
إلى ذلك، دوت صفارات الإنذار في "سعسع" و"دوفيف" و"تسبعون" و"شديه ميرون"، بحسب ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية.
كما دوت صفارات الإنذار في "كفار جلعادي" والمطلة والمنارة في إصبع الجليل خشية تسلل طائرات مسيّرة.
وأيضاً، دوّت صفّارات الإنذار في "كرم بن زمرا" و"كاديتا" و"دلتون" بالجليل الغربي.
وأمس الاثنين، نفذ حزب الله مزيداً من العمليات ضدّ الاحتلال، شملت استهداف تحرّك للجنود عند الأطراف الشمالية الشرقية لمارون الراس الحدودية، قاعدة "ميرون" للمرة الثالثة ومستوطنات شمالية في إطار التحذير الذي وجّهه إلى عدد منها.
61 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع