"تفاؤل" في كيان العدو بشأن إمكانية التوصل إلى تسوية مع لبنان

أفادت محلّلة الشؤون السياسية في "القناة 12" الإسرائيلية، دانا فايس، أن هناك تفاؤلًا متزايدًا في إسرائيل بشأن إمكانية التوصل إلى تسوية لوقف إطلاق النار مع لبنان، مؤكدة أن "الفرصة الآن سانحة للتقدم في المحادثات".

وأوضحت فايس أن واشنطن أرسلت إشارات إيجابية إلى تل أبيب، مؤكدة وجود "ضوء أخضر" من الحكومة اللبنانية للمضي قدمًا في المفاوضات.

في هذا السياق، دعا عادي كرمي، المسؤول السابق في جهاز "الشاباك"، إسرائيل إلى المبادرة بسرعة نحو تسوية مع لبنان، مؤكدًا أن الحل لن يكون بعيدًا بل أصبح "قريبًا جدًا".

 


واعتبر أن اسرائيل دخلت في مرحلة "ما بعد الذروة" من الصراع، مشيرًا إلى أن الثمن الذي ستدفعه إسرائيل لتحقيق هذه التسوية قد يكون باهظًا، إلا أن الأمر لا مفر منه. ولفت كرمي إلى أن التحدي الأكبر بعد الوصول إلى الاتفاق سيكون في كيفية إدارة التطورات المستقبلية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وخاصة في ما يتعلق بتعزيز نفوذ حزب الله.

من جهته، حذر المحلل السياسي في موقع "والاه" الاسرائيلي، باراك رافيد، من أن إسرائيل قد ترتكب خطأً كبيرًا إذا انتظرت حتى يتولى دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة مجددًا في 2025، حيث سيكون هناك ضغط أكبر لإنهاء المفاوضات بشكل سريع.

ورأى رافيد أن تصعيد الأوضاع بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في الأيام الأخيرة، خاصة بعد سقوط صاروخ في منطقة رمات غان، يشكل خطرًا كبيرًا قد يهدد نجاح المفاوضات.

وأعرب رافيد عن اعتقاده أن الاتفاق مع لبنان ليس مضمونًا، رغم الجهود الأميركية والإسرائيلية لتحقيقه، مشيرًا إلى أن حزب الله ما زال يمتلك قدرة "الفيتو" على أي اتفاق، وهو قادر على تصعيد الهجمات الصاروخية على المدن الإسرائيلية إذا لم يتم التوصل إلى تسوية مرضية لجميع الأطراف.

وأضاف رافيد أن النقاط التي لا تزال عالقة بين لبنان وإسرائيل تعتبر "مركزية جدًا"، وأن المفاوضات قد تنتهي دون الوصول إلى اتفاق نهائي.

في النهاية، أشار رافيد إلى أن أي اتفاق بين الجانبين سيكون "هدوءًا مقابل هدوء" مع نشر قوات لبنانية على الحدود، معتبراً أن هذا الاتفاق سيكون أساسًا لمرحلة جديدة على الأرض.

وقد اختتم المبعوث الأميركي إلى لبنان، آموس هوكشتاين، مؤتمره الصحافي في بيروت اليوم الثلاثاء، دون أن يجيب على أسئلة الصحافيين، حيث اكتفى بالتأكيد على "التقدم الإيجابي" الذي تم إحرازه في المحادثات بشأن وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.

وقال هوكشتاين بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة: "أمامنا فرصة فعلية لإنهاء هذا الصراع. هذه لحظة اتخاذ القرار"، مشيراً إلى أن الأمور تتجه نحو التوصل إلى اتفاق يوقف القتال الذي شاب المنطقة في الأسابيع الأخيرة.

وأضاف، "نحن ملتزمون ببذل كل ما في وسعنا للعمل مع لبنان وإسرائيل لتحقيق هذا الهدف". وأكد هوكشتاين أن المناقشات التي تمت كانت "جيدة وبنّاءة"، معتبراً أن "قرار وقف النار بات قريب المنال".

كما شدد على أن القرار النهائي بشأن وقف إطلاق النار "يعود إلى كل من لبنان وإسرائيل"، معرباً عن أمله في أن يتم اتخاذ "إجراءات حاسمة قريباً".

وفي ختام حديثه، أشار المبعوث الأميركي إلى أن "النافذة مفتوحة الآن للوصول إلى نهاية النزاع"، في إشارة إلى الفرصة الحالية لتحقيق السلام ووقف التصعيد في المنطقة.

الحديث عن "التقدم الإيجابي" و"فرصة فعلية" يأتي وسط تزايد الضغوط الدولية على الطرفين من أجل وقف العمليات العسكرية التي أسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في كلا الجانبين.

وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، نقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله إن هناك شكوكًا كبيرة في إمكانية التوصل إلى اتفاق وشيك بشأن الوضع في لبنان، في ظل التوترات الأمنية المستمرة.

المصدر أكد أن هناك تحديات كبيرة في المفاوضات، خاصة في ما يتعلق بموقف حزب الله، الذي يبدو أنه يرفض طلبات إسرائيل بخصوص التزاماته في حالة انتهاك وقف إطلاق النار.

وأوضح، أن رفض حزب الله القاطع للطلب الإسرائيلي بضربه حال حدوث أي انتهاك لوقف إطلاق النار قد يؤدي إلى تعقيد المفاوضات بشكل كبير، ويضع الاتفاق على المحك.

وكان قد وصل المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين إلى بيروت، صباح اليوم الثلاثاء، وسط جهود للتوصل إلى وقف إطلاق نار بين حزب الله وإسرائيل.

مسؤول سابق في الشاباك يتحدث عن "إنجاز كبير لحزب الله"!

أقرّ عادي كرمي، المسؤول الكبير السابق في جهاز "الشاباك" الإسرائيلي، في تصريحات إعلامية، بأنّ ضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية من قبل حزب الله يشكل "إنجازاً له وله أهمية كبيرة"، مشيراً إلى أن ذلك يعكس تطوراً استراتيجياً في تكتيكات المنظمة.

وفي حديثه للقناة "12" الإسرائيلية، أوضح كرمي أن الهجوم على "رمات غان"، إحدى أبرز المناطق في تل أبيب، يمثل خطوة مهمة بالنسبة لحزب الله، وقال: "المرة الأخيرة التي تعرضت فيها "رمات غان" للاستهداف كانت في حرب الخليج الأولى، لذلك، بالنسبة لحزب الله، هذا إنجاز كبير، ومن المرجح أن يسعى إلى تحقيق المزيد من هذه الإنجازات قبيل التوصل إلى تسوية".

تصريحات كرمي تأتي في وقت حساس، حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، بسقوط صاروخ على الأقل في "رمات غان"، وهي منطقة حيوية في قلب تل أبيب، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة، وتسبب الهجوم في أضرار جسيمة، حيث أقرّ قائد شرطة منطقة "رمات غان" بأن الأضرار كانت نتيجة "إصابة مباشرة" جراء الهجوم، وليس نتيجة شظايا اعتراض.

 


كما أعرب عن تخوّف من انهيار المباني في المنطقة، التي تضمّ مباني حيوية مثل بورصة تل أبيب وأبراج "عزرائيلي"، إلى جانب جامعة "بار إيلان" ومراكز أخرى تشكل شرياناً مهماً في النشاط الاقتصادي والتعليمي في إسرائيل.

إضافةً إلى ذلك، تكثفت العمليات العسكرية لحزب الله في الأيام الأخيرة، حيث استهدفت المقاومة الإسلامية عدداً من النقاط العسكرية والمواقع الاستراتيجية داخل إسرائيل، بما في ذلك في "تل أبيب" ومحيطها، حيث أن الهجمات شملت استخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة، وتمكنت من إحداث أضرار جسيمة وإصابات، في وقت فشلت فيه الدفاعات الجوية الإسرائيلية في التصدي لهذه الهجمات أو اعتراض بعض منها، ما أضاف المزيد من القلق في صفوف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

وتأتي هذه الهجمات في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيداً متواصلاً بين حزب الله وإسرائيل، على خلفية التوترات المستمرة في الحدود اللبنانية الإسرائيلية، فضلاً عن النزاع في غزة والذي ألقى بظلاله على جميع الأطراف المعنية. ويُعتقد أن حزب الله يسعى لتحقيق مزيد من "الإنجازات الاستراتيجية" التي من شأنها زيادة الضغط على إسرائيل قبل أي تسوية أو وقف لإطلاق النار في المنطقة.

وتأتي هذه التطورات في إطار تصاعد الهجمات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل منذ تشرين الاول 2023، حيث كثف حزب الله من عملياته داخل العمق الإسرائيلي مستغلاً الهجوم العسكري الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة. وقد استهدفت صواريخ الحزب مواقع استراتيجية في إسرائيل، بما في ذلك المنشآت العسكرية والمدنية، في ظل التهديدات المستمرة من جانب إسرائيل بالتعامل مع أي استهداف للبنية التحتية الإسرائيلية على أنه تجاوز للخطوط الحمراء.

وقد أثار ذلك تساؤلات حول مدى قدرة الدفاعات الإسرائيلية على التصدي للهجمات التي تستخدم تقنيات متطورة مثل الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيّرة.

وقامت إسرائيل، من جانبها، بتكثيف العمليات العسكرية ضد مواقع حزب الله في جنوب لبنان، حيث استهدفت العديد من البنى التحتية التي يُعتقد أنها تُستخدم لإطلاق الصواريخ، في وقت يُتوقع فيه أن تشهد الأيام القادمة مزيداً من التصعيد على الحدود.

 

ليبانوون ديبايت

وقف إطلاق النار يسرع معركة ما بعد الحرب: المقاومة وتحديات عدة، منها إعادة الإعمار

 

في اللحظة التي تتوقف المعارك وتبدء مرحلة وقف إطلاق النار، تفتح المقاومة صفحة جديدة من التحديات التي لا تقل أهمية عن المواجهة العسكرية. فالمعركة التي ستواجهها تتجاوز ميادين القتال لتصل إلى ساحات إعادة الإعمار وبناء ما دمره العدو خلال الحرب في الحجر وأيضا في أسلوب تفكير البشر.

من أبرز هذه التحديات هي عودة النازحين إلى ديارهم، وإعادة تأهيل المناطق المتضررة، وتعويض المواطنين عن خسائرهم، مع ضمان تسريع عمليات الإعمار التي ستكون أولوية قصوى لتحقيق الاستقرار. وفي ظل هذه الجهود، يبرز تحدٍ إضافي يتمثل في تجاوز العراقيل البيروقراطية التي قد تعيق العمل وتبطئ تحقيق النتائج المرجوة بشكل عمدي او غير عمدي.

هذه المرحلة تتطلب رؤية استراتيجية وإدارة فعالة لضمان ترجمة النتيجة العسكرية لفشل العدو في تحقيق أهدافه إلى إنجاز تنموي يعزز صمود الشعب وثقته بمستقبله وبالمقاومة.

فهل سيحصل وقف إطلاق النار في القريب العاجل؟ وما طبيعة المعركة بعده وماهي سبل مواجهتها؟ وكيف تستطيع المقاومة كسب هذه المعركة الجديدة؟

 

المقاومة تفرض واقع عسكري: العدو الصهيوني بين المكابرة والواقع الميداني

رغم التصريحات الإعلامية المتكررة التي تصدر عن قادة العدو الصهيوني، والتي تزعم إحراز تقدم في الحرب أو إلحاق خسائر بالمقاومة، إلا أن الواقع الميداني يكشف عكس ذلك تماماً. الحرب المستمرة أثبتت أن العدو الصهيوني يواجه تحديات استراتيجية غير مسبوقة، وأنه بات مضطراً إلى التفكير بجدية في وقف الحرب، رغم محاولاته إظهار العكس إعلامياً.

المقاومة تستعيد زمام المبادرة

الأيام الأخيرة شهدت تطوراً نوعياً واضحاً في أداء المقاومة، سواء من حيث العمليات أو النتائج على الأرض. فمع زيادة حجم الاستهدافات، تطور نوعية الصواريخ المستخدمة، وتوسيع مدى عملياتها، أصبحت المقاومة أكثر وضوحا بأنها لا زالت قادرة على كسر الخطوط الحمراء وتوسعت نقاط عملياتها كما ونوعا والتي حاول العدو الادعاء بأنه تمكن من الحد منها او القضاء على مقومات اتمامها. هذه التحولات جعلت المقاومة تمسك بزمام المبادرة، إذ انتقلت من حالة تلقي الضربات إلى حالة الدفاع بشكل استراتيجي مدروس لناحية استهداف العمق مع الحفاظ على نوعية الأهداف من خلال حصرها بالعسكرية منها وبعض المصانع والمنشآت وتحييد المدنيين من الاستهداف المباشر، حتى اللحظة.

قيادات غير معروفة: سر القوة الجديدة

من أبرز العوامل التي ساهمت في تعزيز قوة المقاومة خلال هذه الحرب هو الغموض المستجد الذي يحيط بهيكلها القيادي. فالقيادات الجديدة التي تتولى إدارة العمليات غير معروفة للعدو، مما أفقده القدرة على استهدافها أو التأثير على خططها. هذا الأمر أعطى المقاومة مرونة عالية في التحرك وتنفيذ خططها بعيداً عن الضغوط الاستخباراتية التي كان العدو يعتمد عليها في حروبه السابقة. حتى أن العدو لجأ الى عمليات استهداف واغتيال تحقق له غايات إعلامية ومعنوية لسد هذه الثغرة ومنها الاغتيال الأخير الذي طال مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله والذي أساسا لم يعتمد أي تكتيك تخفي وكان يتابع مهامه واتصالاته وغير ذلك.

التصدي البطولي وتكبيد العدو الخسائر

التصدي البطولي للمقاومة في كافة الجبهات كبّد العدو خسائر فادحة، سواء على مستوى الأفراد أو المعدات. هذه الخسائر تُعد عامل ضغط داخلي على القيادة الصهيونية، إذ تواجه انتقادات متزايدة من المجتمع الإسرائيلي الذي بدأ يفقد الثقة بقدرة قيادته على تحقيق أي نصر حاسم. علماً بأن أركان العدو دفعت بفرق النخبة لمحاولات التقدم مع غطاء ناري كثيف وبالرغم من ذلك فشل جيش العدو من التثبيت وكلها عمليات كر وفر. حتى أن استخدام بطاريات المدفعية وإدخال بعضها الى الأراضي اللبنانية فقد أوضحت المصادر بأنه في أماكن محدودة وبشكل أن حركتها مرنة في الدخول والخروج ولا تحتاج التحضير الذي يتوقعه البعض.

1701: القرار الذي لا يضر المقاومة

الحديث عن القرار 1701، الذي تم اعتماده بعد حرب تموز 2006، يعود مجدداً إلى الواجهة. وعلى الرغم من الضغوط الدولية التي قد تُمارس لتنفيذه بشكل أكثر حزماً، فإن المقاومة أثبتت خلال السنوات الماضية أن هذا القرار لا يحد من قدراتها أو يمنعها من تطوير إمكاناتها العسكرية لاسيما وأنها مقاومة وليست جيشاً نظامياً. بل على العكس، فإن المقاومة استخدمت فترة ما بعد 1701 لتعزيز ترسانتها الصاروخية وتطوير تكتيكاتها القتالية، مما جعلها أكثر استعداداً لهذه المواجهة الغير مسبوقة وهي مواجهة ضخمة وقاسية جدا على المقاومة باعتراف كل الناس سواءً من حيث المشاركين في السر والعلن وحجم القدرة النارية ونوعية الاستهدافات وكذلك اهداف العدو والدعم المادي والمعلوماتي والتسليحي له.

العدو أمام خيارات محدودة

أمام هذه المعطيات، يبدو العدو الصهيوني في موقف لا يُحسد عليه. فالمكابرة الإعلامية لا تُخفي حقيقة التآكل الذي يتعرض له جيشه ومجتمعه. وكل يوم يمر دون وقف للحرب يفاقم من خسائره ويزيد من مأزقه. لاسيما مع ما يعنيه الشمال (في فلسطين المحتلة) للكيان الصهيوني اقتصاديا وصناعيا وزراعيا وغير ذلك ...  أما المقاومة، فقد أثبتت أنها ليست فقط قادرة على الصمود، بل على قلب السحر على الساحر وتحمل الصدمات القوة جدا وفرض واقع جديد يجعلها أقوى من أي وقت مضى وتحويل التهديد الى فرصة.

إن ما يجري اليوم هو شهادة جديدة على أن إرادة الشعوب الحرة لا تُهزم، وأن المقاومة، بتضحياتها وتطورها، قادرة على مواجهة أعتى الجيوش وإجباره على مراجعة حساباته، مهما طال الزمن.

التحديات الكبرى للمقاومة بعد الحرب: معركة البناء والاستقرار

عند انتهاء الحرب، تبدأ المقاومة مواجهة من نوع آخر، لا تقل صعوبة عن المعارك الميدانية: إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار. هذه المرحلة تمثل اختباراً حقيقياً لقدرة المقاومة على تجاوز آثار الحرب وتلبية احتياجات الناس، وسط تحديات معقدة ومتعددة الأوجه.

أزمة النازحين وعودتهم

الحرب أجبرت آلاف العائلات على النزوح من منازلها وتجاوز العدد المليون ونيف من النازحين، مما خلق أوضاعاً إنسانية صعبة. عودة النازحين إلى مناطقهم بشكل سريع وآمن تُعد أولوية قصوى، وتتطلب إزالة الصواريخ الغير منفجرة وإعادة تأهيل البنى التحتية الأساسية كالكهرباء والمياه والطرقات.

التعويضات للمتضررين و إعادة الإعمار بسرعة

 تعويض المواطنين عن خسائرهم يشكل تحدياً آخر، خاصة في ظل الحاجة إلى موارد مالية ضخمة وضمان توزيعها بعدالة وشفافية. دون هذه التعويضات، سيظل العديد من الأسر في حالة عجز عن استعادة حياتها الطبيعية.

الدمار الكبير في البنى التحتية والمنازل يتطلب خطة شاملة وسريعة لإعادة الإعمار. هذه العملية تحتاج إلى تسخير إمكانات الشركات المحلية والدولية، مع التركيز على تسريع العمل دون المساس بالجودة.

تجاوز العراقيل الحكومية

التجارب السابقة أظهرت أن البيروقراطية الحكومية قد تُعطل جهود الإعمار بشكل مقصود او غير مقصود، عبر فرض تعقيدات إدارية كالتراخيص أو تأخير الإجراءات. المطلوب هو آليات استثنائية تُسهّل العمل في المناطق المتضررة وضمان تعاون حكومي كامل.

وهنا من المفيد العمل منذ الآن على وضع آليات قانونية استثنائية تختصر الإجراءات الإدارية في المناطق المتضررة إضافة الى تشكيل لجان تنسيقية بين المقاومة والحكومة لضمان تذليل العقبات.

وعلى الحكومة التعاون الكامل مع جهود الإعمار وهذا أقل المتوقع منها.

 

الخلاصة
وقف إطلاق النار سيحصل عاجلاً أم آجلاً وكذلك معركة ما بعد الحرب والتي هي معركة بناء الثقة والاستقرار. النجاح في إعادة النازحين، تقديم التعويضات، وتسريع الإعمار يعتمد على تكاتف الجهود بين المقاومة، الشعب، والحكومة، وحيث يتوجب على الحكومة والجهات الرسمية وضع المصالح الوطنية فوق أي اعتبارات أخرى من خلال تسهيل الإجراءات القانونية وحركة استيراد مواد البناء او المواد الأولية لتصنيع مواد بناء وغيرها من التسهيلات لإعادة البناء وترميم البنى التحتية والخدمات المتنوعة واتخاذ خطوات حاسمة لضمان إعادة الحياة والدورة الاقتصادية إلى المناطق المتضررة. وبطبيعة الحال هو تحدي للمقاومة ستسهر لاتمامه كما أنه هناك مسألة أخرى تتعلق بموضوع كيّ الوعي الذي عمل عليه العدو وسيستدعي اجراءات مضادة له لتفادي تبعاته ونتائجه التي ليس لها صوت صواريخ وقصف ولكن دمارها كبير اذا لم تتم معالجتها.

 

الدكـتور مـهـدي عبـد الكريم قـرعـونـي / رئـيس مـجمـوعـة الـبـازوريـة الإعـلامـيـة

 

 

"أوقفوا هذا الجنون".. انتقادات لفرنسا بشأن السماح لأوكرانيا بضرب عمق روسيا

سياسيون فرنسيون يوجّهون انتقادات بعد صدور تقارير تفيد بسماح فرنسا لأوكرانيا باستخدام الصواريخ لضرب أهداف روسية.

أفادت وكالة "رويترز" بأن فرنسا قالت إنّ السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ لضرب أهداف روسية لا يزال خياراً.

وأشارت فرنسا التي زوّدت أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى إلى أن السماح لكييف بضرب أهداف عسكرية داخل روسيا يظل خياراً مطروحاً على الطاولة.

من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسية، جان نويل بارو للصحافيين قبل اجتماع لوزراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل "لقد قلنا صراحة إن هذا خيار سندرسه إذا كان سيسمح بضرب هدف تهاجم منه روسيا حالياً الأراضي الأوكرانية. لذا فلا جديد على الجانب الآخر".

بدوره، دعا زعيم حزب "الوطنيين" الفرنسي، فلوريان فيليبو، اليوم الاثنين، إلى "وضع حد للجنون" على خلفيّة تقارير تفيد بالسماح لكييف بمهاجمة الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى.

 وكتب فيليبو عبر منصة "إكس": "لنوقف هذا الجنون! السلام والانسحاب من الناتو".

 كما استذكر فيليبو كلام المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأنه إذا سُمح لأوكرانيا بشن هجمات صاروخية بعيدة المدى على روسيا، فإن ذلك سيعتبر دخولاً فعلياً لدول "الناتو" في صراع مسلح مع روسيا، وسيكون الرد من الجانب الروسي حتمياً ومدمّراً.

في سياق متصل، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، نقلاً عن ممثّلين للإدارة الأميركية، أن الرئيس الأميركي جو بايدن، سمح للمرة الأولى لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الأميركية بعيدة المدى لضرب عمق الأراضي الروسية.

 وبحسب مصادر الصحيفة، فإنه من المرجّح أن يتمّ تنفيذ الضربات الأولى في عمق الأراضي الروسية باستخدام صواريخ "أتاكمس".

وزعمت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية أن فرنسا وبريطانيا سمحتا أيضاً لأوكرانيا بشن ضربات في عمق الأراضي الروسية باستخدام أسلحتهما بعيدة المدى.

 لكن الصحيفة الفرنسية، قامت لاحقاً بحذف المعلومات حول هذا الأمر من المقال الموجود على موقعها على الإنترنت.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال إنّ دول "الناتو" تناقش حالياً ليس فقط الاستخدام المحتمل للأسلحة الغربية بعيدة المدى من قبل كييف، بل في الواقع، فهي تقرّر ما إذا كانت ستشارك بشكل مباشر في الصراع الأوكراني.

 

 

بعد سماح واشنطن لكييف بضرب العمق الروسي.. ألمانيا لن تزود أوكرانيا بصواريخ "توروس"

ألمانيا تؤكد أنّها لن تزوّد أوكرانيا بصواريخ "توروس"، وتعلن أنها ستزوّدها بـ4000 طائرة من دون طيار متطورة.

علّق نائب المتحدّث باسم الحكومة الألمانية، فولفغانغ بوشنر، اليوم الاثنين، على قرار واشنطن السماح لكييف بضرب العمق الروسي بأسلحة غربية، بقوله إنّ "ألمانيا لديها العلم باتخاذ القرار"، ولكن هذا القرار لن يُغيّر في موقف المستشار الألماني أولاف شولتس بعدم تسليم صواريخ "توروس" إلى أوكرانيا.

وفي وقتٍ سابق، صرّح شولتس بأنّ تزويد بلاده أوكرانيا بصواريخ "توروس" يعني المشاركة في الحرب ضد روسيا.

يُشار إلى أنّ المستشار الألماني، أولاف شولتس، أجرى قبل أيام، مكالمةً هاتفية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للمرّة الأولى منذ ما يقرب من عامين.

وفي أيار/مايو الماضي، عارض شولتس مراجعة قواعد استخدام الأسلحة الألمانية من جانب أوكرانيا، على نحو يعطي كييف الفرصة من أجل استخدامها في ضرب الأراضي الروسية، مضيفاً أنّ هدف السياسة الألمانية هو "منع الصراع في أوكرانيا من التحوّل إلى حربٍ كبرى".

ألمانيا تعتزم تزويد أوكرانيا بـ4 آلاف طائرة من دون طيار

في سياق متصل، تعتزم ألمانيا تزويد أوكرانيا بـ4000 طائرة من دون طيار متطورة، يطلق عليها بشكل غير رسمي اسم "ميني توروس"، وفقاً لتقارير إعلامية.

وقد صُمّمت الطائرات من دون طيار، التي وُصفت بأنّها ذات قدرة عالية في ظروف الحرب الإلكترونية، لشنّ هجماتٍ انتحارية وتعتبر فعّالة بشكلٍ خاص ضد الأهداف ذات القيمة العالية.

وبحسب ما ورد أكّد وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس نيّة ألمانيا توريد هذه الطائرات من دون طيار، مشدّداً على "دورها في تعزيز المرونة التكتيكية لأوكرانيا".

ومن المقرّر تسليم الطائرات من دون طيار على مراحل، ومن المتوقّع وصول الدفعات الأولى بحلول كانون الأول/ديسمبر المقبل، مع توريد عدة مئات من الطائرات من دون طيار كل شهر.

وتوفّر تقنية الذكاء الاصطناعي المضمّنة في هذه الطائرات من دون طيار قدرات ملاحية متقدّمة، ما يمكّنها من تحديد الأهداف وضربها بدقة حتى في الطقس الصعب أو التضاريس الصعبة.

وعلاوةً على ذلك، تمتلك الطائرات من دون طيار مدىً تشغيلياً ممتداً، يُزعم أنّه أكبر بأربع مرات من الطائرات من دون طيار الانتحارية الأوكرانية القياسية.

 

158 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

عدد الزيارات
487443