بعد وصول المسار التفاوضي في الأيام والساعات الأخيرة إلى حافة الانهيار، مع إعلان العديد من المطلعين على المحادثات عن عدم جدوى انعقاد جولة في العاصمة المصرية القاهرة هذا الأسبوع، خصوصاً مع رفض نتنياهو التراجع عن أي من شروطه المرفوضة بدورها من قبل المقاومة الفلسطينية، والتي شكلت النسبة الأكبر مما سُمي بـ “الاقتراح الأميركي الجديد”، بعد كل هذه الأجواء المحبطة والتي تنذر بأن الأيام المقبلة قد تحمل الأسوأ، سادت أجواء من الايجابية الحذرة مجدداً (أجواء مماثلة سبقت جولة الدوحة الأسبوع الماضي). فما مصدر هذه “الايجابية الحذرة” التي تسبق الجولة الحاسمة المرتقبة غداً الأحد؟
بدايةً، من موقف حركة المقاومة الإسلامية “حماس” التي وحتى صباح يوم أمس لم يصدر عنها موقف واضح بالمشاركة في جولة القاهرة، وبالتالي كان مرجحاً أن تكتفي كما الأسبوع الماضي بالتواصل مع الوسطاء والبناء على ما سيصلها من معطيات ومواقف تحديداً سلوك الجانب الاسرائيلي، لكن ما حدث اليوم هو إعلان الحركة عن إرسال وفد من قبلها إلى العاصمة المصرية، مع تأكيدها أن ذلك ليس تنازلاً بل إنها لا تزال على موقفها بالالتزام “بما وافقنا عليه في 2 تموز/يوليو والمبني على إعلان بايدن وقرار مجلس الأمن”.
وتابعت الحركة بأنها أرسلت “وفداً برئاسة خليل الحية سيصل القاهرة بدعوة من الوسطاء في مصر وقطر للاطلاع على نتائج المفاوضات الأخيرة”، مؤكدة على “التزامنا وجاهزيتنا لتنفيذ ما اتفق عليه ونطالب بالضغط على الاحتلال وإلزامه ووقف تعطيل التوصل لاتفاق”.
ماذا عن أجواء كيان العدو؟
في هذا الاطار، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصادر قولها إن “رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تعهد للرئيس الأميركي جو بايدن بإخلاء كيلومتر واحد من محور فيلادلفيا جنوبي القطاع”.
ومحور فيلادلفيا هو شريط حدودي عازل يبلغ طوله 14 كيلومتراً، يفصل بين الأراضي الفلسطينية بقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، ويمثل منطقة إستراتيجية أمنية خاضعة لاتفاقية ثنائية مصرية-إسرائيلية.
هذا الأمر الذي رأى فيه البعض “تراجعاً في الموقف الاسرائيلي” أو “تقارب” في وجهات النظر، وقال البعض إنه ” ترويج اسرائيلي وأميركي لكون تل أبيب قدّمت “تنازلات” مهمّة في موقفها، بما يسمح باستكمال المفاوضات وسط أجواء إيجابية”، هو بحسب “القناة 12” أقرب إلى أن يكون تقارباً بين “إسرائيل” ومصر، وليس بين “إسرائيل” وحماس”، مشيرة إلى أن “السؤال: هل سيوافق السنوار على تواجد عسكري إسرائيلي في محور فيلادلفيا حتى وإن كان محدوداً؟”، بحسب القناة الاسرائيلية.
“فيلادلفيا” ليست العقدة الوحيدة
يأتي ذلك في وقت أشار فيه الخبير العسكري، موشيه إلعاد، في صحيفة “معاريف”، إلى أن “المعضلة لا تتعلق بمحور فيلادلفيا فحسب، ولا حتى بمحور رفح، أو محور نيتساريم، أو بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتمّ الإفراج عنهم. المشكلة أكثر خطورةً، تتعلّق بمن سيحكم غزة في “اليوم التالي”.
ومن المنتظر أن تُعقد جولة جديدة من المفاوضات، على مستوى رؤساء وفود التفاوض، بمشاركة إسرائيلية وقطرية ومصرية وأميركية، في القاهرة، غداً الأحد. وكان قد وصل مدير “الاستخبارات المركزية الأميركية”، وليام بيرنز، إلى القاهرة أمس، تمهيداً للمشاركة في تلك الجولة، بينما يُتوقّع وصول رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال الساعات المقبلة. ويُنظر إلى جولة الأحد على أنها ستكون “حاسمة” لصياغة أي اتفاق، وتحديد اتجاه سير الأمور في غزة والمنطقة.
وقالت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية إن “نتنياهو يقود “إسرائيل” إلى مفترق طرق خطير”، ناقلة عن مسؤولين أن نتنياهو أوصل الكيان إلى “أسوأ وضع إستراتيجي لها على الإطلاق مع احتمال اندلاع حرب كبرى”.
ورأى المسؤولون أنه “ليس لإسرائيل إطار زمني تعمل وفقه باستثناء احتمال دخول ترامب للبيت الأبيض”.
المصدر: مواقع إخبارية
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي "تم تحقيق تقدم. نحتاج الآن الى أن يعمل الطرفان من أجل التنفيذ"، مشيراً الى أن المباحثات التي عقدت الخميس كانت تمهيدية، قبل أن تجري نقاشات أكثر عمقا.
وسائل إعلام إسرائيلية تتحدث عن الوضع المتدهور في مستوطنات الشمال، من جراء الحرب المتصاعدة وتيرتها مع حزب الله منذ أكثر من 10 أشهر، وتشير إلى حالةٍ من "الإحباط والفراغ الكبيرين"، يعيشها المستوطنون في ظل غياب أي حل.
تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية، في تقارير، عن الوضع المتدهور في مستوطنات الشمال، من جراء الحرب المتصاعدة وتيرتها مع حزب الله، منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وذكرت منصة إعلامية إسرائيلية تزايد تهديد حزب الله لمستوطنات الشمال، عبر الصواريخ، التي يطلقها منذ أكثر من 10 أشهر حتى اليوم.
وقالت إنّ حزب الله أطلق، في كانون الثاني/يناير، 344 صاروخاً على "إسرائيل"، بينما أطلق ما يزيد على ثلاثة أضعافها، في تموز/يوليو الماضي، بحيث وصل الرقم إلى نحو 1100 صاروخ.
وأشارت إلى مقتل 44 إسرائيلياً، نتيجة هجمات حزب الله، منهم 24 مستوطناً، وأُصيب 271 إسرائيلياً، منهم 130 مستوطناً.
ورأت المنصة الإسرائيلية أنّ "الاتجاه واضح، والتهديدات تزداد، وخلاصة القول أنّ الشمال مهمَل بعد أكثر من 10 أشهر".
وفي السياق ذاته، تحدّث الصحافي في "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، عن "فراغ كبير" يعيشه مستوطنو الشمال، في ظل غياب الحكومة والقيادة.
وأضاف برنياع أنّ الواقع "محبط للغاية"، إلى درجة أنّ بعض المستوطنين "يرغب في الإضراب في الأول من أيلول/سبتمبر، في أجهزة التعليم في جميع أنحاء إسرائيل، تضامناً مع العائلات في غلاف غزة وفي الشمال".
وأشار إلى أنّ "الجيش" الإسرائيلي، وسط كل ذلك، بعد أكثر من عشرة أشهر من القتال، "لا يملك إجابة، أو حلاً لما يجري في الشمال".
يأتي ذلك بينما شهدت الجبهة الشمالية في كيان الاحتلال الإسرائيلي، خلال الأيام الأخيرة، "تصعيداً غير مسبوق"، نتيجة ضربات حزب الله من لبنان، نحو المواقع والثكَن والمستوطنات الإسرائيلية، وفق الإعلام الإسرائيلي.
وقبل يومين، أشار مراسل القناة الـ"12" في الشمال، غاي فارون، إلى توجيهات للمستوطنين، تفيد بأنّ عليهم البقاء قرب الأماكن المحصَّنة، وتقليص نشاطهم.
ولفت فارون إلى أنّ "المستوطنين في الشمال يتلقون الضربات تلو الضربات، ولا حياة مستقرة" لديهم، مضيفاً أن "من المفترض أن يبدأ العام الدراسي بعد أسبوع ونصف أسبوع، لكن في الجليل لا يوجد كثير من "السكان"، ولا يوجد تعليم. أما في الجولان فلا توجد توجيهات لقيادة الجبهة الداخلية، لكن هناك كثيرين من المستوطنين يعيشون في غرف محصّنة
خطيرٌ للغاية"... "فاتح 110" للحزب يُثير الرُّعب في كيان العدو (اس ر ائيل)
رصدت صحيفة "كلكلست" الإسرائيلية، قدرات صواريخ حزب الله، قائلة إنها "تستطيع الوصول إلى كل ركن من أركان إسرائيل، وذات قدرات كبيرة".
وذكرت كلكلست أن "حزب الله عدو خطير وماكر، ألقى بظلاله على إسرائيل منذ بداية الحرب في تشرين الأول 2023"، مشيرة إلى أنه "يملك مخزوناً ضخماً من الصواريخ التي يطلقها على المستوطنات الشمالية غير المحمية، ويمكن أن تصل أيضاً إلى عمق إسرائيل".
وقالت الصحيفة، إنه "على عكس الصواريخ التي غالباً ما تُخطئ الهدف، تتمتع هذه الصواريخ بأنظمة تصحيح المسار، ورؤوس حربية كبيرة، واحتمالية ضررها هائلة، متسائلة: "ما هي فرص تحقيق ذلك؟ وما هي قدرات وقيود تلك الصواريخ، وهل هذا حقاً سلاح هجومي يغير قواعد اللعبة، أم أنه تهديد مبالغ فيه؟".
وتحدثت الصحيفة الإسرائيلية عن صاروخ "فاتح 110" الباليستي التكتيكي، والذي يُعد مداه قصيراً، من 300 إلى 500 كيلومتر، لكنه لا يزال قادراً على الوصول من ميناء بيروت إلى إيلات.
وتعود جذور هذا الصاروخ إلى الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، عندما استخدمه صدام حسين ضد إيران، التي لم تكن تمتلك أي وسيلة للرد دون تعريض الطائرات المقاتلة للخطر، وفي تلك الأيام، كانت إيران معزولة عن العالم، وتواجه صعوبة كبيرة في الحصول على الطائرات، أو حتى قطع الغيار لها.
ولذلك في وقت لاحق، ظهرت وحدة في الحرس الثوري الإيراني هدفها الحصول على أسلحة استراتيجية بعيدة المدى، وقامت بشراء صواريخ سكود من كوريا الشمالية، الأمر الذي تسبب بمشكلة بسبب صعوبات تحريك قاذفة الصواريخ كبيرة الحجم مع الدبابات اللازمة لتزويد الصاروخ بالوقود قبل إطلاقه.
وبدأت إيران بعد ذلك في عمليات التطوير لإيجاد البدائل، حيث قامت بإجراء هندسة عكسية لصواريخ "لونا" الروسية، وبناء قاعدة معرفة أولية، وبمرور الوقت تم تحسين المحركات والزعانف، وولدت عائلة "زلزال" من الصواريخ، وهي صواريخ بعيدة المدى من إنتاج محلي.
وبحسب الصحيفة، نضجت المعرفة المطلوبة عام 1995 وبدأ مشروع لتطوير دقة تلك الصواريخ، والذي نفذته إيران بالتعاون مع الحكومة السورية، وأخذ المهندسون الإيرانيون صاروخ زلزال 2 وزودوه بقذيفة جديدة أخف وزناً؛ وتم تحسين المحرك، كما حصل أيضاً على نظام توجيه ذاتي يقيس حركة السلاح، فيما يتعلق بالمسار الأمثل، ويحرك الدفة حسب الحاجة.
وكانت نتيجة كل ذلك، هي الوصول إلى صاروخ باليستي حقيقي، وصل مداه في الإصدارات الأولى إلى 200 كيلومتر، وزادت الدقة بشكل كبير، موضحة أن تلك الصواريخ وصلت إلى أيدي المسلحين في لبنان في وقت لاحق.
وتساءلت كلكلست عن السيناريو الذي يستخدم فيه حزب الله صاروخ فاتح لضرب مخبأ إسرائيلي مليء بالقنابل، موضحة أن "وزنه عند الإطلاق حوالي 3500 كيلوغرام، ومعظم الجسم يحتوي على وقود، وما يصل في النهاية إلى الأرض أنبوب يزن حوالي 1200 كيلوغرام، يحتوي على نظام توجيه وقنبلة تتمتع بطاقة حركية كبيرة، لكن غلافها ليس قوياً بما يكفي لاختراق الدرع المخصص".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "بين الصواريخ التي يمكن لحزب الله استخدامها ضد المنطقة الشمالية في إسرائيل، هي صواريخ متوسطة وطويلة المدى مثل صواريخ فجر، التي تعرف إسرائيل كيفية إسقاطها بشكل جيد، لأن إسرائيل كونت خبرة كبيرة منذ السابع من تشرين الأول 2023".
وتشير الصحيفة إلى أنه "بحال اختيار الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إطلاق الصاروخ من الأنفاق، فسوف تنكشف ويتم تدميرها، وحال إطلاقها من قاذفات منتشرة فسيكون من الصعب تركيز النار وإثقال كاهل أنظمة الدفاع في الجيش الإسرائيلي، حيث تحمل معظم القاذفات صاروخاً واحداً، وبعضها تحمل اثنين.
ولكن على الرغم من ذلك، إلا أن صاروخ فاتح 110 لا يزال سلاحاً خطيراً للغاية، لأن مدى تأثيره يصل إلى 30 متراً في منطقة مفتوحة، وعلى الرغم من أن فرص التأثير منخفضة إلا أنها موجودة، لأنه لا توجد حماية بنسبة 100%، ولذلك أوصت الصحيفة بالانصياع لتعليمات قيادة الجبهة الداخلية، والتصرف بمسؤولية عند سماع الإنذار، والدخول إلى منطقة محمية مناسبة.
20 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع