مسؤول سابق في الشاباك يتحدث عن "إنجاز كبير لحزب الله"!

أقرّ عادي كرمي، المسؤول الكبير السابق في جهاز "الشاباك" الإسرائيلي، في تصريحات إعلامية، بأنّ ضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية من قبل حزب الله يشكل "إنجازاً له وله أهمية كبيرة"، مشيراً إلى أن ذلك يعكس تطوراً استراتيجياً في تكتيكات المنظمة.

وفي حديثه للقناة "12" الإسرائيلية، أوضح كرمي أن الهجوم على "رمات غان"، إحدى أبرز المناطق في تل أبيب، يمثل خطوة مهمة بالنسبة لحزب الله، وقال: "المرة الأخيرة التي تعرضت فيها "رمات غان" للاستهداف كانت في حرب الخليج الأولى، لذلك، بالنسبة لحزب الله، هذا إنجاز كبير، ومن المرجح أن يسعى إلى تحقيق المزيد من هذه الإنجازات قبيل التوصل إلى تسوية".

تصريحات كرمي تأتي في وقت حساس، حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، بسقوط صاروخ على الأقل في "رمات غان"، وهي منطقة حيوية في قلب تل أبيب، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة، وتسبب الهجوم في أضرار جسيمة، حيث أقرّ قائد شرطة منطقة "رمات غان" بأن الأضرار كانت نتيجة "إصابة مباشرة" جراء الهجوم، وليس نتيجة شظايا اعتراض.

 


كما أعرب عن تخوّف من انهيار المباني في المنطقة، التي تضمّ مباني حيوية مثل بورصة تل أبيب وأبراج "عزرائيلي"، إلى جانب جامعة "بار إيلان" ومراكز أخرى تشكل شرياناً مهماً في النشاط الاقتصادي والتعليمي في إسرائيل.

إضافةً إلى ذلك، تكثفت العمليات العسكرية لحزب الله في الأيام الأخيرة، حيث استهدفت المقاومة الإسلامية عدداً من النقاط العسكرية والمواقع الاستراتيجية داخل إسرائيل، بما في ذلك في "تل أبيب" ومحيطها، حيث أن الهجمات شملت استخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة، وتمكنت من إحداث أضرار جسيمة وإصابات، في وقت فشلت فيه الدفاعات الجوية الإسرائيلية في التصدي لهذه الهجمات أو اعتراض بعض منها، ما أضاف المزيد من القلق في صفوف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

وتأتي هذه الهجمات في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيداً متواصلاً بين حزب الله وإسرائيل، على خلفية التوترات المستمرة في الحدود اللبنانية الإسرائيلية، فضلاً عن النزاع في غزة والذي ألقى بظلاله على جميع الأطراف المعنية. ويُعتقد أن حزب الله يسعى لتحقيق مزيد من "الإنجازات الاستراتيجية" التي من شأنها زيادة الضغط على إسرائيل قبل أي تسوية أو وقف لإطلاق النار في المنطقة.

وتأتي هذه التطورات في إطار تصاعد الهجمات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل منذ تشرين الاول 2023، حيث كثف حزب الله من عملياته داخل العمق الإسرائيلي مستغلاً الهجوم العسكري الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة. وقد استهدفت صواريخ الحزب مواقع استراتيجية في إسرائيل، بما في ذلك المنشآت العسكرية والمدنية، في ظل التهديدات المستمرة من جانب إسرائيل بالتعامل مع أي استهداف للبنية التحتية الإسرائيلية على أنه تجاوز للخطوط الحمراء.

وقد أثار ذلك تساؤلات حول مدى قدرة الدفاعات الإسرائيلية على التصدي للهجمات التي تستخدم تقنيات متطورة مثل الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيّرة.

وقامت إسرائيل، من جانبها، بتكثيف العمليات العسكرية ضد مواقع حزب الله في جنوب لبنان، حيث استهدفت العديد من البنى التحتية التي يُعتقد أنها تُستخدم لإطلاق الصواريخ، في وقت يُتوقع فيه أن تشهد الأيام القادمة مزيداً من التصعيد على الحدود.

 

ليبانوون ديبايت

Pin It